-- جِـــنِـــــيـــن --

تقع مدينة جِنين على بعد 75 كيلومترا عن القدس.. وقد عرفت قديما باسم  "عين جانيم" وتعني الجنائن والجنّات وجاء ذكرها في التوراة وأيضا عرفها الرومان بـ"جيناي" وهي من أكثر البقاع خصوبة في الأراضي المحتلة..

كانت جِنين مركزا حضاريا على مر العصور.. بدءا من الكنعانيين ثم الإغريق والبابليين  ثم الرومان وحتى الفتح الإسلامي الذي أطلق عليها اسم جِنين ثم سقطت بعدها في أيدي الصليبيين ، وبعد معركة حطين عادت جِنين إلى المسلمين جزئيا حتى حررها الملك الصالح أيوب بعد ذلك.. دخلت تحت حكم المماليك ثم تحت الحكم العثماني..

ثم وياللعجب.. دخلت جنين تحت حكم المصريين ولكن ذلك لم يدم طويلا ورحل المصريين من الشام وعادت لتنضم إلى إمارة بيروت (طبعا في ذلك الوقت لم تكن هناك دول تفصلها حدود.. كانت إمارات فحسب يصل بينها خط سكة حديد الحجاز)

في عهد الانتداب البريطاني أعلنت  في جنين وبالتحديد في قرية يعبد أول قوة مسلحة لمواجهة الانتداب بقيادة الشيخ عز الدين القسام وتم قتل حاكم المدينة المنتدب ثم بعدها بفترة وجيزة اغتيل الشيخ عز الدين القسام فيها ليصبح رمزا للمقاومة والثورة على الاستعمار..

تعرضت جنين على مر العصور للتنكيل والهدم والدمار على أيدي الغزاة المتتابعين نظرا لكونها مقرا دائما للمقاومة وإيواء المجاهدين ومنطلقا لأعمال الجهاد والثورة.. ولكنها كانت تقوم ثانية بعد كل خراب..

من أهم معالم مدينة جنين السياحية.. جامع جنين الكبير، سوق السبياط، مكتبة بلدية جنين، الحديقة العسكرية، دير اللاتين

مجزرة جنين (1-12 ابريل \نيسان 2002)

من أشرس عمليات التوغل التي قام بها الاحتلال الاسرائيلي في الضفة عقب عملية تفجير فندق في نتانيا ومقتل العديد من الصهاينة قام الاحتلال بحرب شرسة على مدينة جنين ونابلس مستخدما أقسى  أنواع القتل والتعذيب واستخدم المواطنين كدروع بشرية مانعا وصول الإسعاف والأطقم الطبية حتى كانت الجثث ملقاة على الشرفات وفي الطرقات ودمرت أحياء كاملة في هذه المعركة

قتل 58 فلسطينيا وحوالي 24 جندي إسرائيلي (بحسب أرقام الأمم المتحدة) والواضح من شهود العيان والمنظمات الحقوقية بأن العدد أكبر من ذلك بكثير ..
وفي نهاية العملية العسكرية اضطرت القوات الصهيونية إلى الانسحاب دون اقتحام المدينة خوفا على حياة جنودها بعد أن خسرت منهم عددا كبيرا في وقت قليل وفي ذلك شهادة لن ينساها التاريخ على بطولة رجال جنين ونسائها وأطفالها أيضا..