الجمعة، 11 أغسطس 2023

حلــم

 تتابعت زخات المطر على نافذة الحافلة

ضوء النهار بالكاد يبزغ

والركاب جلهم متدثر بطبقات من الملابس والأوشحة الثقيلة..

عاد الشتاء سريعًا 

كان قد مر وقت طويل على اعتياد الغياب وإلف الوحدة

صمت الهاتف وصمتت الرسائل وصمت البريد إلا من إعلانات جوفاء

بالأمس

وفي نهاية ليلة مزدحمة بالعمل

تلحفت بغطائها المفضل ورقدت أمام التلفاز

لتتابع شيئا لا تذكر ماهيته

سقطت نائمة

ثم أفاقت وهي تتذكر ما حدث بتفاصيله

غرقت في نومها لتجد أنها قد غرقت في أحضانه

امتدت أناملها الرقيقة لتربت على رأسه.. تحسست أذنيه.. عينيه.. شفتاه

إنه هنا نعم.. يغمرها دفء جسده ويحيطها بذراعيه

.. 

ابتسم ملء فيه

وابتسمت

ربت على قلبها

وربتت هي على أحزانه وشقاوات أيامه 

ودعته إلى سيارته ووقفت تراقبه حتى ابتعد

تاركا في قلبها دفء وأمان وحب يفيض

.. كان هنا ثم رحل لكن رائحته لازالت هنا

وعناقه قد أضاء جذوة في القلب يصعب أن تنطفي

كان حلمًا 

لكنه أفضل من كل حقيقة

وأصدق من كل حاضر

وأدفأ شيء مر على قلبها على الإطلاق

مين فات قديمه تاه ..