الاثنين، 9 ديسمبر 2013

ترانيم الألم




الحديث عنه يؤلمك..

الحنين إليه يؤلمك..

من يسكنونه يتفننون في إيلامك..

شوارعه.. جرائده ومجلاته..

كله كتلة نابضة بالألم..

ألوان كثيفة من الأحزان وألوان أخرى من الأفراح تتسلل خلال الألم.. 

الأحمر حيث قوة العاطفة.. المشاعر المتأججة.. الأحلام المتفتحة.. الحب.. ودماء أحباب سالت بغير حساب..

الأسود يحكي الوقار والغموض.. وثوب حداد تلفح به الوجع وهويشيع قرة الأعين..

كانت هناك.. ومثلها كثيرات..
جميلة فارعة بيضاء شهية.. أحالتها رصاصة واحدة إلى كومة جسد مصفر باهت.. يعلوه وسخ مختلط بالدماء..
هو أيضا كان هناك.. قوياً فتياً..
كذلك كلهم كانوا..
صاروا جميعاً أثراً بعد عين..
....
تستغرقك بضعُ ثوانٍ كي تقول: مات فلان.. اعتُقِل فلان.. أصيب فلان..
لكنها ذات الكلمات تختبئ خلف كل منها حكاية طويلة.. قفار من المعاناة.. بكاءات ورثاءات.. ذكريات وكلمات..

"نار الثأر لا تبرد.."

وجع الفقد
حارق..
يمزق القلب.. يُسكِنَهُ بؤساً..
يحرق الصدر.. فتخرج زفرات تتلوها زفرات كلما خطر الحبيب بالبال –وما غاب لحظة-
ثم يصعد إلى العنق.. فيحترق الجلد ويشيخ..
...
كثيرة هي الصدمات.. سريعة.. متتالية..
قاسية.. - وآه من قسوتها..
بيد أن كل منها قد نزلت منزلاً منفصلاً.. فلا تُنسي الثانيةُ الأولى..
...
يا لأصحاب الأخدود..
أحرقوهم أحياء لأنهم رفضوا العبودية لغير الله,,
وأنتم يا أطهار.. أحرقوا مصابكم ومثلوا بشهيدكم لأنكم رفضتم عبوديتهم..
...
يا وجع القلب والروح..
وددت لو أنني أُوتيت بلاغة لأنظم أشعاراً في كل بطل مثلما نظمت الخنساء في صقر,, وأكثر
وددت لو أن لي حضناً كبيراً أضم فيه كل الثكالى واليتامى والأرامل..
وددت لو بيدي رسم البسمات على شفاههم جميعاً..
وددت لو نزلت على أبواب المعتقلات كل يوم فقط أستمع إلى زفرات الأمهات.. وأشواق الزوجات,, وأمنيات الأبناء.. أربت على الجراح وأسقيها صبراً وثباتاً وقوة..
..
عجز وضعف..""
..
وجع الضمير تائه خلف تبريرات ومجاملات..
وقلة الحيلة تختبئ خلف انشغال وكسل..
..
لم أتخيل يوماُ كيف يثبت الناس في غزة !
في أوجة القصف والحرب والظلام.. والبرد وقلة الطعام.. تجد البسمة.. الرحمة.. الحب.. الزواج.. اللعب والمراجيح.. الأحاجي وحكايات الحاكورة.. الأهازيج..

لم أتخيل ذلك حتى لمسته هنا..

ثبات.. تفاؤل.. ثقة.. تبلغ عنان السماْء..

الألم يفوق طاقة العقل على مجرد التفكير به..
الجرح.. الحرمان النفسي والمادي.. قسوة الأقربين..

لمست جبال.. صبر.. إيمان.. مروءة.. شهامة..
بذل.. كرم.. تآخي.. تكافل.. إيثار...

حدِّث عن الفضائل ولا حرج..
........
منح لا تحصى في قلب محنة..
......
كرم المولى يفوق رجاءنا دوما..
....
نار الثأر لا تبرد
...
..
.


ع ا ل م ك



ابتعد القارب أكثر..
بلدان وقفار تفصل بين العقل والقلم.. وأخرى تفصل بين العقل والقلب..
بُعد الزمان والمكان..
ضيق بالحَكايا.. بالاستفهامات.. التعليقات.. التنبؤات.. والتحليلات..
الإنصات إلى صوت العاطفة ممتع.. قريب.. محبب..
لكنه بنفس الوقت موجع.. مؤلم.. صادم..
..
القرب ما عاد  يُجدِي؛ وكذا ما عاد يجدي البُعد..
...
أفلاك متداخلة تدور حول شيء ما باستمرار.. جدا قريبة..
لا يَعِ كثيرون أن ثمة عالم فسيح ممتد خارج هذه الأفلاك.. 
الزاوية القريبة المثالية ربما تكون أسوأ من الزاوية البعيدة المعتمة المجهولة..
فالثانية لا تحتاج سوى أن تأخذ مصباحك.. وقطعة قماش قديمة تزيل بها الغبار ثم تجلس ويكون المكان ملكاً لك وحدك..
بخلاف حرب المجرات المتصلة عند الزاوية الأولى.. 

....
أشياء صغيرة ..تصنع حياة..
ابتسامة عفوية..
وردة..
نصيحة صادقة..
طفل ناعم ملائكي..
صندوق الرسائل القديم...
ضمة قوية..
اتصال مفاجئ..

وغيرها كثير..
تصنع بسمة وتهيِّج شجوناً..
لمن يمتلك شعورا وحياة..
فقط..
وفقط..



الجمعة، 27 سبتمبر 2013

العملية حرية

فرار من الخطايا إلى ركن هادئ من الفلسفة...
تصحيح المسارات..
محو البرامج التي تسيطر عليك حتى ولو سيطرة إيجابية..
كن حرا..
واستمتع بذلك...
ﻻ تجعل لشيء.. كائن.. إنسان عليك سلطاناً...
الحرية قد تزلزل في بدايتها..
شعور بالتيه وانعدام الوجهة أو اﻻتزان..
فراغ تخلفه العبودية.. ربما حنين إلى تفقد الماضي..
بمرور الأيام ينجلي الغبار. .
تكشف لك الخديعة.. وتشعر بروعة التحرر..
الآن تمتلك زمام نفسك..
ﻻتدع حنينك إلى تجربة ولو بها قليل من المتعة المصطنعة يجذبك نحو إعادة تقمصها ولو لدقائق..
انطلق وعش حرا
استمتع بفراغك..
داو جراحك..
استمع لشكاوى روحك..
أنصت إلى صوت العاطفة بداخلك
ستجده قريباً قريباً
أقرب مما بدا إليك يوماً
....
تحرر
..
الآن
.

الخميس، 26 سبتمبر 2013

الخميس، 12 سبتمبر 2013

أطلال...



تطاردك لتبكي عليها
وأخرى تعيش بين يديك..
وثالثة تسكن بداخلك..
وريقات صغيرة متسخة عليها بعض الأحرف المتفرقة.. والرموز الطلسمية المبهمة
مهملة في حقيبة ظهرٍ اعتادت أن تحملها منذ شهر مضى..
هي اليوم كنز..
هنا تَنَفّسَت الصبح وحيدة بين الخيام النائمة..
تشممت رائحة أحباب تلاقت قلوبهم على غير موعد ولا سابق معرفة..
ما أسرع ما ذاب القلب فيهم.. !
ما أشد لوعته ودهشته لفراقهم.. !
البلاغة فقيرة اليوم.. لا أحرف منمقة ولا تشبيهات عبقرية..
اليوم يوم الحداد..
يوم تحدثت فيه الدماء.. تتابعت قوافل الشهداء..
وبالأعراس ضجّت السماء..
زخات أليمة متتابعة من الرصاص.. قصف لا هوادة فيه..
اقتلاع جبال حجرية كان ليكون أسهل من اقتلاع هؤلاء من موطن إيمانهم وعزمهم..
وطنك يقتلك.. جريمتك هي حريتك.. كرامتك..
أحلامك قد داسها اللئام بأحذيتهم الثقيلة...
واهمون..
تقهقه ضاحكا في داخلك بينما يعتلي محياك الألم..
ترقد فوق أرض محترقة ساخنة..
سوداء..
لكنها سعيدة.. مضيئة..
بشريات من الأرض تضئء السماء
فقط قليل من الألم..
على بشاعة جرحك وغزارة دمك الطاهر..
تجد قرصة صغيرة..
تتحرر بعدها روحك المصطفاة من سجن جسدك إلى راح ومستراح في جنة ربك..
هنيئا,,
يبكيك الأحباب..
دموع ساخنة تسكب على قبرك
ودعواك خاشعة ترتل من أجلك..
وأنت يا أنت مبتسم مستبشر,, ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون :)
...
الإخلاص وقود البذل..
والصبر وقود الثبات..
أيام.. أسابيع.. شهور.. سنين..
أطيافهم تحوم في الفضاء..
...
ابتلاء الفقد..
ألم الجرح.. معاناة العجز..
ظلمة السجن..
كلها أيام وتذهب..
"فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا"..


للألم بقية...








السبت، 24 أغسطس 2013

لحظة

أمسكت بكوب ماء مثلج..
رفعته على شفتيها وهمت بشربه..
كل ما بداخل أحشائها يتوق إلى ابتلاع الماء حتى آخر قطرة..

تخيلته جالسا في زحام وحر تلك الزنزانة الصخرية..
يشرب ماءا متسخا من وعاء وكوب موحد للجميع..
يتصبب العرق منه ولا يستطيع أن ينعم بحمام دافئ يجدد نشاطه ثم يدخل بعده إلى الفراش الوثير وينام بأمان..
بل ينام على فرش قديم متسخ على أرض قاسية صلبة.. في حجرة مليئة بأنفاس البشر.. وربما الحشرات..

نفسها عافت كل شيء..

أي شيء..

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

غربة




تجلس حبيساً ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﻓﺴﻴﺢ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﻀﺎﺣﻜﻴﻦ ..
ﺃﺗﺮﺍﺣﻚ ﺗﺴﻜﻦ ﺑﺪﺍﺧﻠﻚ ..
ﻛﺎﺋﻦ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺎﻷﻟﻢ .. ﻣﻊ ﻛﻞ ﺷﻬﻘﺔ ﺃﻭ ﺯﻓﺮﺓ ..
ﻣﻊ ﻛﻞ ﻭﻣﻀﺔ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ..
ﻣﺨﻠﻮﻕ جنائزي ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺒﻴﺲ ﻗﻔﺼﻚ ﺍﻟﺼﺪﺭﻱ
ﻳﺴﺤﺐ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺪﺭﻙ ﻋﻨﻮﺓ .. ﻓﻲ ﺷﻬﻴﻖ ﻋﻨﻴﻒ
ﻳﺨﻴﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺿﻴﻘﻚ ﺃﻥ ﺃﻧﻔﺎﺳﻚ ﻟﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺼﻤﺖ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ..
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ .. ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ..
ﺛﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﺯﻓﻴﺮﺍً ﻃﻮﻳﻼً ﻃﻮﻳﻼً ..
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺧﺮﺟﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻓﻴﺮ .. !!
ﻫﻞ ﺗﺘﺒﺨﺮ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ !!
ﻳﺎﻟﻴﺖ ...

ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻚ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ.. ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻫﻢ..
ﺭﺣﻠﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً..
ﻫﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ..
ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﻞ ﺃﺛﺮ .. ﻛﻞ ﻟﻤﺴﺔ .. ﻭﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ .. ﻛﻞ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺑﺬﻟﻮﻫﺎ ﻳﻮﻣﺎً
ﺗﺮﻛﻮﻙ ﺗﺤﺎﻛﻲ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺎﻝ..
ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﻭﻓﺎﺭﺳﻬﺎ ..
ﺗﺘﻠﻤﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﺮﺍﺭ ﺳﻌﺎﺩﺗﻚ ..
..
ﺟﺪﺏ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻜﻮﻥ..
ﺗﺴﺘﺠﺪﻱ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﺩﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ..
ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺃﺷﺪ ..
ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ..
ﻟﻜﻨﻚ ﺗﻈﻞ ﺗﻨﻜﺮ ﺭﺣﻴﻠﻬﻢ ..
..
ﺧﺬﻻﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ..
..
ﺗﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻓﺘﺰﺩﺍﺩ ﻏﺮﺑﺘﻚ ..
ﺗﻤﺸﻲ ﻣﺬﻫﻮﻻ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ..
ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻦ .. ﻓﻘﻂ ..
ﺗﻈﻞ ﺗﺪﻭﺭ ﻭﺗﺘﻄﻠﻊ .. ﻳﺘﻴﻤﺎ ﺑﻬﻤﺎ ..
ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗلمح ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺬﻫﻮﻝٍ ﻭﺗﻌﺎﻝٍ !
ﻛﻠﻬﺎ ﺟﺎﻣﺪﺓ .. ﻛﺮﻳﻬﺔ ..
ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﺕ ..
...
..
.
.


الخميس، 18 يوليو 2013

متاهات النسيان

دهاليز الذاكرة...
التفاف المسار...
الوقوع في الأخطاء وارتكاب الجرائم..
مسامحة المغرضين، المتجاوزين، الحمقى..
ذكريات الطفولة البعيدة.. والمراهقة القريبة
الرغبات المدفونة بأنواعها..
الأماني المؤجلة..
الإبداعات التائهة في غياهب القحط والإظلام..
ندى الأوقات الممتعة..
البرد الذي يتنزل على روحك عندما تلتقي إنساناً..
إنسان في دنيا الحيوانات..
دناءة النفس..
استمراء الخطيئة..
مهارة إيجاد الأعذار والحجج...
تعب إنكار الحقيقية.. ثم تعب الوقوع عليها..
التماس السلوى والعزاء من البؤساء..
رياحين محبة الصغار..
الشعور القاسي بالذنب.. تأنيب العقل للقلب (تبا لهما معا)

وخز إرادة العتاب
إلحاح الحنين..
خفوت الإحجام والإعراض..
أعراض الاستسلام..
....
الاستسلام..
..
.
.
.

الجمعة، 12 يوليو 2013

قلوب

قلوب معلقة..
يحركها الهواء..
ضائعة... بنكهة من رجاء..
بكاء الأحباب صار جرماً
كسر القلوب صار مهنة وفناً
الطيبون.. التائهون.. المتعبون
غرباء في دنيا الوحل..
منسيون في القيعان..
مكانهم هناك بالأعلى.. فوق فوق..
في أعالي القمم..
أرواحهم.. عقولهم.. أحلامهم.. هناك
أجسادهم ملتصقة بالأرض.. شاؤوا ذلك أم أبوا..
... أحبابهم هناك.. 
عيونهم.. دعواتهم.. كلها إلى فوق..
الانتظار عذاب القلوب المنكسرة..
تتعلق بالأمل في كل ثانية..
لا يخفت أملها أبداً
لم ولن ييأس حلمها يوماً
ماتت كل أحلام الماضي والحاضر والمستقبل..
اكتسى الكل بلون الدماء ورائحتها البغيضة
ما أسهل أن تسير مخدوعا ذليلاً في ركب الطغاة..
ما أسهل الكذب.. وما أصعب الصدق..
ما أسهل الهدم ، وما أصعب البناء..
صارت معاني الشرف أكثر ندرة من لؤلؤة في كومة محار رخيص..
العزة والإباء..
الفرق بين الجبن والشجاعة.. بين الخسة والمروءة
كلها فروق لا تتضح سوى لمن من الله عليه بقلب حقيقي
وما أندرهم والله في زماننا هذا..
وجع القلب لأسى المظلومين.. اختفى ذات يوم..
وحل محله التشفي والابتسامات الشامتة..
أي حجارة صماء قد قدت منها تلك القلوب !!
أي شقاء ينتظر أصحابها حين يستيقظون من غيهم.. لو استيقظوا
اطلب العفو من الكريم
وانشد الرحمة من الرحمان الرحيم
ارفع يديك وابسط قلبك إلى مالك الملك ومدبر الأمر
من بيده ملكوت كل شيء.. سبحانه وسع ربي كل شيء علما..

...

#لن_نركع


الخميس، 9 مايو 2013

فن الحرية

الكتابة فن الحرية..
أن تعبر عما يجيش بصدرك من مشاعر..
وما يعتمل بعقلك من خواطر..
بالكيفية التي تشاء.. جادا أو ساخرا..
مصرحا.. أو ملمحا...
متأملا.. أو مارا مرور الكرام..
تختار ما يحلو لك من اﻷلفاظ.. وما يروقك من التعبيرات واﻷدبيات..
أو حتى تهمل ذلك كله وتسطر كلمات بسيطة وعبارات ساذجة دون تنقيح..
تكتب عن الوصال والهجر.. وإدمان الشوق.. أو عن التاريخ ودهاليز علومه وحروبه.. أو قد تعيد صياغة تجاربك على لسان بطل وهمي يرفع عنك الحرج والعناء...
تحكي عن حكايات الشعوب.. وعن تأملات في النفس البشرية...

....
ﻻيصح ﻷحد أن يستنكر ما كتبت.. أو يظن أنه قد يمنعك من تكرار سرد أحلامك الغالية التي رتبتها بعناية على أوراق رخيصة..
قد يتهمك أحدهم بالوقاحة لكلام لك عن الحب والعاطفة.. أو ربما يسألك آخر لماذا تكتب في موضوع معين وﻻتبرحه..!!

....
أنت حر.. فأنت الكاتب..
طالما بقيت ملتزما بحدود دينك وقيود أعرافك..
وعندما تكون القارئ.. تظل حرا في اختيار ما تقرأ...
دمتم أحرارا :)

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

جزء من حكايتها 1




دمعتــــــــــــها... دمعتــــــــــــــها..

ظهرت في خيالها صورة مشوشة لطفلة صغيرة... لطيفة.. جميلة... تزينها براءة الصغار.. تجري من غرفة إلى أخرى.. وصوت أنينها يسمع واضحا تلمع بصحبته شلالات من دموع تنزل على فستانها مرورا بشفتيها فتخرج هي لسانها لتتذوقها وهي تئن وتصرخ..
يَفتح الباب متلهفا.. تلمحه ويلمحها.. تجري نحوه وهي تتعثر في عويلها... يركع على ركبتيه ليستقبل دمعها على كتفه وبين طيات صدره في حنان..
وأيّا كان سبب بكاؤها وبغض الطرف عما تريد.. فقد زال من قلبها الحزن حقا... وطلت بسمتها من بين دمعاتها ليضيء وجهها.. يمسك بيدها الصغيرة ويصطحبها ليغسل وجهها ويسوي خصلات شعرها.. ثم يلاعبها ويلاعبها ويحملها ويحتضنها.. يرفعها وينزلها.. ولا يرضى إلا بقهقهاتها تدوي في جنبات الدار...

لعبتــــــــــــــها... طفلتـــــــــــــها..

كان ما أرادت هو أن تحصل عليها... لم يع عقلها بعد الأزمات المالية وتدابير إنفاق الأسرة... كان فقط : أنك تحبني... إذا فاشتر هذه اللعبة من أجلي... ساعات طويلة من الإلحاح والمناقشات والوعود والأمنيات...
يغيّر مساره وهو راجع من العمل... لم يستطع منع نفسه طيلة النهار من التفكير في نظرة الرجاء في عينيها.. ومسحة الدلال في صوتها.. توقف أمام محل الألعاب... اشتراها وغلفها.. آلمه قلبه –قليلا- أمام الخزينة J..
فتح الباب وهو يخفي كنزه الثمين خلف ظهره.. قفزت عليه محتضنة إياه بيديها ورجليها وهي تتكلم بسرعة رهيبة وتوجز له ما فعلت هي طوال اليوم في غيابه.. تلمح الهدية فيتورد وجهها بالحماس.. تفتحها وتتجري لتكتشف كل ما يتعلق بها.. لقد نسيت ان تشكره... لا يهم.. قضت اياما منشغلة بلعبتها الجديدة.. تصطحبها معها في كل وقت.. حتى وقت النوم.. غابت عن جلسة السمر المعتادة معه مساءا ووجد هو وقتا إضافيا لينجز بعض أعماله... لايهم.. فهذا ما يشغل بالها فقط الآن... وعليه أن يصبر قليلا حتى تملّ لعبتها.. لتعود إلى أحضانه من جديد.. مؤقتا.. حتى تأتي لعبة اخرى...


غرفتـــــــــــها... شقّتــــــــــــــها...

لطالما أحست بالخزي من تناثر أشيائها هنا وهناك... ألعابها ، ملابسها ، ولوازم دراستها.. كل شيء مختلط ليصنع تلك المساحة التي تضج بالفوضى الملونة الزاهية المسماة بـ (حجرة البنات)... تعريفها للفوضى: هو ألا تجد ما تبحث عنه أبدا... أما لو وجدته ببساطة فهذا لأنك تعرف أين وضعته يدك بدءا وبهذا لن تكون فوضويا عندها..
غالبا ما يكون حوار صباح الجمعة بينها وبين شقيقتها حول أي منهما هي المسؤولة عن الوضع الذي آلت إليه الغرفة.. وينتهي دائما بتقسيم المهام وحملة للتنظيف والترتيب لا تعود إلا كل أسبوعين أو ثلاثة ، أو ربما تأتي طارئة في حال توقع زيارة...
أيا كان الوضع في هذا المكان.. فهو يحتل مساحة لا بأس بها في قلبها.. فعلى كل شبر منه لعبت وقفزت وبكت وتحدثت بالهاتف لوقت طويل... قضت ليال طويلة وهي تحدق بسقف غرفتها منتظرة أن يأتيها النوم لموقف مر بها أو في ليلة امتحان... وفي أوقات الضيق والهروب من المواجهات.. تكون غرفتها هي ملاذها الآمن.. فتوصد بابها.. وترتمي على فراشها.. وهي واثقة بأنها-وبعد وقت قصير- ستشعر بأمها تصتنت على الباب ثم تطرقه بطرقات مفعمة بالحنان وهمسات راجية إياها أن تفتح وتأتي لتتعشى معهم... ويعود الوئام سريعا –وما غاب..
...

مين فات قديمه تاه ..