الأربعاء، 21 يناير 2015



هي ﻻ تعلم إن كنت تفعل ما اعتدت فعله وهي بصحبتك.. إن كنت قد استيقظت.. تناولت فطورك على مهل.. قفزت في ثيابك وقدت سيارتك الأرجوانية إلى عملك.. ثم عدت إلى البيت متأخرا.. وﻻ تدري إن كنت قد تذكرتها وأنت تطفيء مصباحك وتأوي إلى فراشك الدافئ وتستعد للنوم وأنت تحملها في قلبك كما كنت دوماً..

علمتها الأيام أن ضجيج الصمت أقوى من كل الكلام.. وعلمتها أنت أن المشاعر ﻻ تقاس بمدتها وأن الحب ﻻيخفت حين البعد وﻻيسقط بالتقادم..

كانت تدري بأنك راحل.. وأن قربها قد ﻻيعدو بالنسبة لك سوى خطيئة مقيتة ستذهب حين تنوي التطهر من رجسها.. رجتك طويلاً ألا تفعل.. ألا ترحل.. ألا تبحث عن سواها..

جربت أن تكتب كل ما قد يجعلها تكرهك وتردده على مسامع قلبها صباح مساء، لكن أناملها أبت أن تشكو قسوتك إلى الأوراق، وغزلت إليك شعرا أفاضت معاني الطهر فيه وصف حب لم تدنسه لمسة يد..

صباح آخر..
أحنت رأسها تحت المياه تغسل عقلها منك.. ترقب الماء وهو ينزل إلى قنوات الصرف.. وكأنه يخلصها مما سكنها طويلاً .. هل تصدق أنها تعرف كل تفاصيلك.. ! هل تراك تعلم انها قد زارتك مرتين.. ! هل تعرف أنك مقيم في جنانها وأحلامها.. !

بيد أنها لا تقدر أن تسامحك !!

أخيراً..
جلست بهدوء في شرفة الرحيل.. نظرت طويلا إلى الغيوم، علها تنقل أشواقها ووداعها إليك.. تخيلتك أمامها على تلك الطاولة ، تنظر إليها كطفل حصل على لعبة كان يتمناها في عالم أحلامه المستحيلة..

ربما عذابها بك صباح مساء يغسل خطيئتها..

مر عام وستمر أعوام..
ستشرق الشمس علينا يوماً ونحن معا..
كن بأمان..
كن سعيداً..

الثلاثاء، 20 يناير 2015

مين فات قديمه تاه ..