السبت، 18 يناير 2014

لحن المساء




الأدعياء..
العالم مليء بهم.. ربما حتى إذا نظرت إلى المرآة لوجدت أحدهم يطالعك من خلف عينيك على استحياء
الكل يحتاج إلى ذلك أحيانا ولو قليلة كي ينسجم في هذا الوحل اللامتناهي.. والذي يمتلئ بمن يخفون قذارتهم تحت ستر من التجمل والكذب..
تريد الهروب من الأدعياء وحتى من الأسوياء..

تشتهي وقتا خاصا يجمعك بأقرب من عرفت روحك..
يتسرب من بين راحتيك سريعاً كثوب حرير متألق..
وقد يمر بطيئا حتى تخاله لن ينقضي أبداً..
لكن على كل حال.. تشرق الشمس في النهاية... دائما..
تاركة روحك مرتبطة بأنس دفئها.. بينما تظل رهبة الليل تطارك حتى حين..
كانوا هنا.. كلامهم لازال حاضرا.. عطرهم لازال.. يملأ الأنف ويسلب اللب والعقل..
كنت قد ألِفت الوحدة والفراغ..
ووطنت نفسك على الحياة بهما واكتفيت بصحبتهما..
لكن شيئا ما قد جذب اهتمامك هنا..
بقيت تبتعد وتقاوم.. بات عقلك يقنع قلبك بأن عليه أن يبقى بين الضلوع.. لكنه غافلك -تغافلك- وغادر ..
في ذات طريق رسمه أحدهم على عجل ثم قرر أن يمحوه فجأة..

تاركاً قلبك ليهوي إلى قعر سحيق..
بِتُّ ليالٍ تسأل نفسك.. لماذا تتبعين مرة بعد مرة نداء ذلك الأخرق..!! القلب !!
وباتت نفسك تلوم ذلك الذي يلح عليها ويناديها صباح مساء.. الأخرق..

حسناً.. تسمية القلب بالأخرق فيها راحة كبيرة
لكنها لا تخفف وجع الفراق..
ولا ترقى لتطييب الجراح..
لماذا لا يعتريك الملل مثلهم جميعا..
لتضرب عرض الحائط بكل ما\من سكن بداخلك يوماً
لماذا تهمل نفسك على حساب راحة الآخرين
لماذا تكترث كثيراً وتهتم كثيراً وتعتني كثيراً.. بينما غيرك لاينتبه حتى لوجودك..
لماذا أنت قلب ولست قبراً لتدفن فيك كل من تسول له نفسه أن يطأ مساحتك المقدسة..
قليلون فقط من يقيمون وزناً لقدسيتها وخصوصيتها..
هل عليك أن تكترث لكل عابر..
حتى وإن كان صادقاً..
الصدق ادعاء..
الحب ادعاء..
الراحة والسعادة ادعاءات..
الثناء ادعاء..
بينما لو بحثت عن الحقيقة لوجدتها تتجسد في الكره والبغض والعذاب والزيف وما شابههم..\
القلوب المتكسرة تتجمع معاً في ليل مظلم بارد.. موحش قاسٍ..
تجتر الصبر وتتجرع الألم..
تتلقف ذرات الأمل من العدم..
وتحيا بها..
تتلمس الكرامة في اتقاء المحنة..
تخسر الكثير.. لتربح بُعداً آخر من حياة ملؤها التجاعيد والهموم..
وحبات النوم وكتابات الجزع..
تستمر في الحياة بأشلاء قلب..
ليت أحدهم يعلم..
ليته يشعر..
ليته يترك لقلبه العنان ليُعلمه كيف يحِب.. بصدق.. 



الخميس، 2 يناير 2014

صباحٌ آخر



الكتابة تخفف ضغط الأحزان ولا تخفف الأحزان ذاتها..
تحكي مع أقرب الناس إليك.. نفسك وبنات أفكارك يتحاوران وأنت تائه بينهما في برزخ ما بين العقل والجنون..
الناس من حولك يحادثونك ويسعدون بصحبتك
بينما أنت غارق في دنياك الممتدة إلى داخلك فحسب
ما أشد الكرب وما أضيق السبل..
تدعي كاذبا بأنك متعب..
مريض..
*قلبك هو الذي اعتل وتمزق..
تمضي الأيام رتيبة وئيدة حتى يحركها شيء ما..
بذرة شك أو ضيق
حجر ألقي في مياه راكدة..
وأنت يا من تغرق حتى أذنيك في الركود لا تأبه أبداً
تبتسم في داخلك وأنت تذكر ذلك الحبيب الذي وسمك يوماً بأنك تعيش في عالمٍ موازٍ..
لعقلك وقلبك قوانينهما البعيدة تماماً عن المنطق والمعقول والمألوف..
أنت مزيج فريد نادر الحدوث..
التكرار يقتل الناس بالملل اللاشعوري..
أنت تكسر كل هذا..
ولو في داخلك فقط..
تكبح جماح نفسك كثيراً طويلاً..
تمضي الليالي والأيام في بناء أسوار مرتفعة وحصون منيعة محكمة حول خافقك..
تصلي وتدعو بألا يقترب أحدهم..
غريبة تلك الألغاز التي تتألف منها نفوسنا..
قد تظل دهرا محفوظة ملفوفة كمخطوطة قديمة..
حتى يأتي من يفك شفرتها..
أو قد لا يأتي
وتظل أرواحنا تائهة..
كـ لؤلؤة مغلقة في محارة تسكن قاع محيط مظلم..
لم تمسسها يد..

ولا قلب بشر..
الكتابة تخفف ضغط الأحزان ولا تخفف الأحزان ذاتها..
تحكي مع أقرب الناس إليك.. نفسك وبنات أفكارك يتحاوران وأنت تائه بينهما في برزخ ما بين العقل والجنون..
الناس من حولك يحادثونك ويسعدون بصحبتك
بينما أنت غارق في دنياك الممتدة إلى داخلك فحسب
ما أشد الكرب وما أضيق السبل..
تدعي كاذبا بأنك متعب.. مريض..
لكن قلبك هو الذي اعتل وتمزق..
تمضي الأيام رتيبة وئيدة حتى يحركها شيء ما..
بذرة الشك
حجر ألقي في مياه راكدة..
وأنت يا من تغرق حتى أذنيك في الركود لا تأبه أبداً
تبتسم في داخلك وأنت تذكر ذلك القريب وسمك يوما بأنك تعيش في عالم موازٍ..
لعقلك وقلبك قوانينهما البعيدة تماماً عن المنطق والمعقول والمألوف..
أنت مزيج فريد نادر الحدوث..
التكرار يقتل الناس بالملل اللاشعوري..
أنت تكسر كل هذا..
ولو في داخلك فقط..
تكبح جماح نفسك كثيراً طويلاً..
تمضي الليالي والأيام في بناء أسوار مرتفعة وحصون منيعة محكمة حول خافقك..
تصلي وتدعو بألا يقترب أحدهم..
غريبة تلك الألغاز التي تتألف منها نفوسنا..
تظل دهرا محفوظة ملفوفة كمخطوطة قديمة..
حتى يأتي من يفك شفرتها..
أو قد لا يأتي
وتظل أرواحنا تائهة..
كـ لؤلؤة مغلقة في محارة تسكن قاع محيط مظلم..
لم تمسسه يد..

ولا قلب بشر..

مين فات قديمه تاه ..