الخميس، 31 ديسمبر 2015

كـانون

ديسمبر ؛ جوَهر الشتاء والدفء والأُنس.. هو ذاته "كانون" الذي تغنّى الشعراء به في غزلهم.. الشهر المفعم بالمشاعر ، والباعث على القرب والحب ..
شهر الكرز والفراولة والشوكولاتة الساخنة.. شهر الأغطية الوثيرة والأحاديث الممتدة والكتابات الغامضة..
كل ما يتعلق بالشتاء ،، الغيوم السائرة ،، رائحة /إيقاع المطر ،، حبات البَرَد ،، صوت الرعد وضوء البرق ،، اللوحات التي ترسمها الشمس الغاربة كل يوم على صفحة السماء ؛ تمزج فيها كل الألوان؛ الدافئة والصارخة والخجولة معاً ، لتكتب معنىً جديداً خلف حدود الجمال..
ليس هذا فحسب.. وإنما السكون الذي يظلل كل المخلوقات والجمادات في ساعات الليل وآخر ساعات الظلام ،، والذكريات الحَميمة التي نصنعها بسهولة فيه فلا يتركها الزمن ولا ننساها نحن ..

كان هذا حتى وقت قريب..
احتالت ليالي الشتاء كابوساً من الوحدة والوحشة والذكريات الباردة -المرعبة أحياناً - صرت أخشى ديسمبر.. أكرهه.. لا أحب قدومه، وتؤلمني نهايته..
فقطرات المطر هي الألم المتتابع على نوافذ القلب ، والبرد هو ارتجاف الخواء بداخل الروح ، والسكون المحبب صار وكأنه صمت القبور.. الأحاديث العذبة قد دخلت إلى خزانة المخطوطات
فلا البوح يُرضِي ولا المَنع يَشفي..
أما الذكريات فـ طعنات تظل طيلة الوقت تمزق وتحفر على كل زاوية من العقل والقلب ألماً لا ينقضي حتى وإن حلَّ الربيع..

#أنا

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

في زحام الحياة
ينسَ الجميع بأننا
قد نحتاج
يوماً
أن يأتي
شخص ما
ويقول:
أنا هنا
لأجلِك






الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

قصة قصيرة بقلمي

عَبَر الشارع المبتل وهو يقفز بحذر.. كادت قدمه أن تزِل عندما رآها أمامه
جاء صوتها مضطربا هادئا..
انتفض قلبه بين ضلوعه انتفاضة كان قد نسيها منذ أعوام.. ماذا يقول وبِم يُجيب؟ سألته عن أحواله باقتضاب وطلبت أن تُحادثه لأمر مهم..
لم يُبد حماساً كبيرا وطاف بعينيه بعيدا متظاهرا بالملل ..
تذكر كيف كان لا يقدر على النظر في عينيها.. فنظرتها قادرة على استخراج كلمة "أُحِبك" إلى طرف لسانه في أقل من ثانيتين..
لم يعتد أن يُحب سوى نفسه.. حتى جاء طيفها.. كاد العالم أن يتوقف عندما رآها تبكي يوما.. لم يعتد إبداء أي اهتمام بأنثى من قبل، وظل متقوقعا صامتا حتى جاءت يوماً وعينها متورمة تخفيها بنظارة سوداء.. يتذكر بوضوح كيف مزق قلبه حديثها عن  أخ قاس وأب سكير.. بغير تخطيط ضمّها بين ذراعيه بقوة ، ووجدها تستسلم وتذوب بين أحضانه كقطعة الحلوى..
لم تكن سوى قطة صغيرة تقفز وتمرح باستمرار وتحتاج دوما إلى من يحتوي مرحها ، يربت عليها ويعتني بها..
قاطعه صوتها: ما رأيك الآن؟

غرق في أفكاره لدرجة أنه تخيل صوتها نوعا من الموسيقى الكلاسيكية واتخذه خلفية لعقله
-ما رأيي فِيم؟
-عُذرا؟ ألم تكن تستمع إلي؟
-لقد شردت قليلا
-حسنا.. أعتذر كثيرا لإزعاجك.. ما كان يجب أن..
حبست كلامها وقامت ثم مشت بعيدا بعيدا
أراد أن يلحق بها وأن يُخبرها بأشياء كثيرة
لكنه لم يفعل..
تركها تمضي كما اعتاد أن يترك كل شيء أحبه.. شعر بأنها تترنح وتضطرب في مشيتها
أدار ظهره وانصرف..
كان يترنح هو الآخر ..


-

الأحد، 27 ديسمبر 2015

من هنا مَرَّ الأحبة يوما..
ومن هنا يمروُّن..

سلامٌ على قومٍ كرام أينما حلوُّا ** هُم بالفُؤاد ونِعم الأُنس والسكن

*

الجمعة، 25 ديسمبر 2015

لا تسمح لأحد بأن يسلبك حريتك وحقك في الاختيار.. أو أن يسلبك قناعاتك.. أفكارك.. مزاجك.. دماغك.. اهتماماتك.. رغباتك.. ذوقك.. أخلاقك.. طباعك.. حياتك..
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا يا بوبيهات

الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

لو كانت لي أمنية مجابة في هذه الحياة فهي أن أسكن في المدينة التي أحب.. في القلب الذي أحب..

حديث الصباح


حين نتأمل أوجاعنا نعرف أن أسوأ ما حدث لنا كان من الناس وأجمل ما حدث كان من الله
وما زلنا نقترب من الناس ونبتعد عن الله
ما زلنا نتداوى عند الناس وننسى أن الطبيب في السماء
ما زلنا نسترزق عند الناس وننسى أن الرازق في السماء
ما زلنا نلوذ بالناس وننسى أن الحامي في السماء
ما زلنا نسأل الناس وننسى أن المعطي في السماء
دوما يخذلنا الناس فمتى خذلنا الله
متى ذهبتَ إليه فوجدت بابه موصدا
ما حاجتك للناس وأمرهم وأمرك بيده
ما حاجتك لأبواب الناس المغلقة وباب الله مفتوح
ما حاجتك لبيوتهم الموصدة وبيوت الله مشرّعة
ما حاجتك لما يملكون وهم وما يملكون لله
الناس ذاهبون والله باق
الناس ميتون والله حي لا يموت
.
.
إذا سألت فاسأل ما لا يرى سؤالك تسولا
وإذا بكيت فابكِ لمن لا يرى بكاءك ضعفا


" حديث الصباح " / أدهم شرقاوي

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015



كمن ضل الطريق في ليلةٍ عاصفةٍ..
تقفز بين السطور قاصداً أن تدرك نهاية العذاب، لكنه لا ينتهي أبداً بانتهائها.. فَبين طيات قلبيهما الرقائق،، القصائد،، الغزل،، والبكائيات..


رسائلها ورسائله..
أيّاً كان .. ، وكانت..
تكتبنا..
تبكينا..
تملؤ ثقوب أرواحنا..
تجود على الذاكرة بما كان وما لم يكن..


الحكايا التي لا يفهمها سواهما
والمصطلحات التي لن يدرِك ما لم يُكْتَب بعدها إلا هما..


اليأس المغلّف بالأمل..
حروف الحب الخجلى بين طيات الكلام..
والصدق المشبع به كل حرف..

رسائلهما بقيت وقد رحلا ،،
تنبض بين أيدينا بقدر ما فيها من وفاء وألم..

تبكينا,,
للحب الذي لم تشرق شمسه أبداً فعاش حبيس الصدور والأوراق

للحبيبين الّذَيْن حالت بين جَمْعتهما الأيام ، فصار كل ما خطّت أقلامهما أشواق وزفرات..


لذلك الشيء نظل نبحث عنه طيلة حياتنا..

فيأتينا فجأة ،،


ثم يتسرب من أرواحنا سريعاً قبل أن نرشف خَمْره.. كماء بارد يتسرب من كف الظمآن..



الاثنين، 7 ديسمبر 2015

مؤلم ك صداع نصفي يضرب رأسك بغير مقدمات ، ثم يأبى أن يفارقك ،، وتظل تفكر به لأيام وربما أسابيع.. قايم نايم
جميل بصراحة :)

السبت، 5 ديسمبر 2015

حن الفؤاد واشتاقت الأسماع والأبصار... أجفلت الروح وراح النعاس.. اجمعنا يارب بأحبابنا قريبا

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

من المفارقات ؛ أن الشخص الوحيد الذي تحتاجه يكون دائما هو نفس الشخص الذي تفتقده بشدة..

الأحد، 29 نوفمبر 2015


تعالي أكذبُ عليكِ





أنا بعدكِ بخير
لم يتحول قلبي إلى مضخة تافهة لأنكِ غادرته ! 
ووجهكِ لم يعد قِبلته وصار بإمكانه أن يتجه حيث شاء ! 
دمي بخير مذ كفّ عن حملكِ والجريان بك في كل أنحاء جسدي ! 
شرايني لا تسأل عنكِ حين يعبرها دمي ولستِ فيه ! 
وخلاياي لم تقل لدمي : لستُ بحاجة لأوكسجينكَ هذا ... آتِني بها لأتنفس ! 
الشهيق بعدكِ ليس محاولة غبية للاستمرار على قيد الحياة
والزفير ليس حاراً كما تعتقدين فلم يحرقني جمر رحيلكِ



أنا بعدكِ بخير
أستطيع أن أعدّ إلى العشرة دون أن أستعين بأصابعكِ ! 
وأستطيع أن أعدّ إلى المئة دون أن أستعين برمشيك ِ! 
وأستطيع أن أعدّ إلى الألف دون أن أستعين بشعرك ِ! 
وأستطيع أن أعدّ إلى المليون دون أن أغشّ عن نبضات قلبك ِ! 
كما ترين أنا أتدبر أموري دونكِ



أنا بعدكِ بخير 
أُميّز بين النهار والليل فليست حياتي كلها ليل دونكِ ! 
الأمر يسير وليس كما كنتُ أظن
النهار ليس حين يُشرق وجهكِ وإن أشرق منتصف الليل ! 
والليل ليس حين تودعيني وإن ودعتِني عند الظهيرة ! 
عادت أوقاتي إلى رشدها ! 
الدقيقة معكِ كالدقيقةِ دونكِ
الدقيقة معكِ ستون ثانية والدقيقة دونكِ ليست ستين وجعاً ! 
الساعاتُ لا تحتاجكِ معي لتمضي بسرعة ! 



أنا بعدكِ بخير 
فصولي أربعة 
خريفي أسقط كل أوراقي فلا تحسبي أن ما عرّاني هو غيابك ِ! 
وشتائي لا يحتاجكِ ليصير صيفاً في ثانية ! 
وربيعي ليس ضحتكِ 
وفي الصيف أتدبر أمر سنابلي وحدي دون الحاجة لتحصدني نظراتك ِ!



أنا بعدكِ بخير 
قهوتي مُرّة ويمكن الاستعاضة عنكِ وتحليتها بشيء من السّكر ! 
الجروح في يدي تشفى دون أن تمرري أصابعكِ عليها ! 
وقطعة الشوكولا حلوة وإن لم تلمس شفتيكِ كما اعتدتُ أن آكلها بعد أن تأخذي منها القضمة الأولى ! 
حتى ساعتي انضبطت على فراقكِ فلم تعد تُقدّم ولا تُؤخر فكما تعلمين كان كل شيء بي يسكر من رائحتك ِ! 



أنا لا أفتقدكِ
لا أحتاج أن يخرج اسمي من فمكِ لأقتنع أنه يخصّني ! 
ولا أحتاج يدكِ في يدي لأقتنع أنها لي
ولا أحتاج أن أقول لكِ أحبكِ لأقتنع أني لستُ أبكماً
ولا أحتاج أن أكتب اسمكِ في مطلع الرسائل لأقتنع أني لستُ أمياً



أنا لا أشتاقكِ
لا أشتاق لأن تمسكي يدي في الطريق وتقوديني كالضريرِ حيثُ شئتِ 
لا أشتاق لتعقدي لي أزرار قميصي
لا أشتاق لصوتكِ
لا أشتاق للغمازة على خدكِ
لا أشتاق لعطرك
لا أشتاق لأصابعك ترسم حدود وجهي وتعلنني دولة مستقلة عاصمتها أنتِ! 



ِ
الحمقى الذين جاؤوا قالوا قبلنا : " يخلق من الشبه أربعين "! 
وأنا أسامحهم بتسع وثلاثين امرأة يشبهنَكِ
وابحث عن امرأة واحدة تشبهكِ لأقنع نفسي أن جنوني بكِ ليس مبرراً
أطوف الأرض بحثاً عن نسخة ثانية لكِ ولو كانت مُقلدة فلا أجد


.........

تعالي أصدُقكِ القول 
أنا حين أقول لا أحبك ِ... فإني أحبكِ
وحين أقول لا أشتاقك ِ... فإني أشتاقكِِ
وحين أقول لا أفتقدك ِ... فإني أفتقدكِ

" حديث الصباح " / أدهم شرقاوي

الخميس، 26 نوفمبر 2015

إشتقتُ ...

إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*

الجمعة، 6 نوفمبر 2015




 

المرض والضيق نعمتان ملتحفتان بالألم ..
حينما تتألم روحك أو يتوجع جسدك ، تقترب من كليهما كثيرا
الألم يجعلك تتداخل مع نفسك أكثر.. تتخاطر معها.. تشعر بِمَ ينقصها.. تواسيها وتحتضن جراحها
تكتشف سعادة أخرى هي راحة البال والجسم.. لا نقدرهما غالباً إلا إذا ذهبتا
النوم بعمق.. بلا أوجاع
القدرة على أكل ما تشتهيه النفس بلا قيود ولا مشاكل.. لا ممنوعات ولا محظورات..
الأمر جد جدير بالتأمل !!
تخلو بنفسك في فراشك بينما يظن الكل أنك نائم.. أنت منهك الجسد والروح.. تحتاج فقط إلى أن يغربوا جميعا وتشرق شمسُ داخلك.. !
تطفو على ذاكرتك وجوهٌ قديمة جدا.. لا تدري ما أتى بها الآن..
تدمع عينيك لفراق من ذهبوا..
المرض ضعف -
تبكي سريعا.. تتأثر سريعاً
تقترب من مولاك كثيراً
كثيراً
تبتسم ابتسامة رضا قد تفتقدها وأنت في عُنفوان صحتك وفُتوتك.. تبتسم فقط لأنك على قيد الحياة
قد رزقك الله من يداويك.. رزقك الدواء والفراش الوثير..
عطايا فوق عطايا من الكريم المُنعم جَل وعلا..


الاثنين، 2 نوفمبر 2015

دعْ ما تقولُ من التغزّل يافتى...

ياذات حسنٍ بالبريّة جائـِـر ِ
يرمي القلوبَ بسهم رمشٍ فاترِ


غطّي فديتكِ حسنَ وجهك إنهُ
بالروحِ يجرح كالصريمِ الباترِ


شُدّي نقابكِ فالخدودُ مصيبةٌ
والثغرُ بلوى في فؤاد الناظرِ


ألحان صوتكِ كالكمان بنغمةٍ
تجني على لبِّ التقيِّ الصابرِ


كم من قتيل بالجميلة قد مضى
لاثأرَ في دمــهِ بسيفٍ ثائرِ


كلاّ ولاديةٌ ، ولا نصفٌ ، ولا
ربْعٌ يُساق إلى وريثٍ عاثرِ


الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

أتعلم كيف تتداخل المشاعر علي اختلافها؟!
الحب والألم، الخوف والطمأنينة، الشوق والصبر!
فيكون حبك مؤلما أو ألمك محببا.
ويكون خوفك مطمئنا أو طمأنينتك مخيفة.
ويكون شوقك صبورا أو صبرا مشتاقا.
يا الله!
عرفت قمة البغض وقمة الحب! قمة الألم وقمة الراحة! قمة الشوق وقمة الصبر! قمة الخوف وقمة الطمأنينة!
كيف تكون حقا المشاعر، وكيف تتداخل وتتحرك وتحرك.
شعرت بالانسانية الحقة الكاملة

- أحمد شقير -

الأحد، 25 أكتوبر 2015

ومن الهم مالا يستحق به البوح.. ليس لتفاهته وإنما لغموضه وكثرة دواعيه وتكالب بعضها فوق بعض على العقل.. مما يسبب عجز البيان وعجز العبرات بل ولربما عجزت عن تفسير دهاليزه لنفسك.. فتؤثر الصمت.. حتى حين تنوي الدعاء تجد قلبك يدعو باضطراب خفقاته بما عجز عن صياغته لسانك وجفت عن بيانه مقلتيك..
أنا وانا باقلد الرافعي :)

الخميس، 22 أكتوبر 2015

يوم أحببتك ، تمنيتُ لو أنني متّ قبل أن نلتقي ،خشية أن نفترق. وحين افترقنا ،أدركت أنه بإمكان المرء أن يموت أكثر من مرة. حينها ما عاد الموت يخيفي ، بل صار الحب خوفي .. ثم تذكّرت قول أوفيد قبل عصور.. "الرجال تقتلهم الكراهية والنساء يقتلهن الحبّ ". . فقرّرت أن أكرهك عساك أن تجرب الموت مرة واحدة !

" أحلام مستغانمي " 

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

اللهم دبر لنا ما أعجزته الحيل.. ويسر لنا ما تعسر.. ووسع أرزاقنا.. وأغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك..

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

الفصل الأخير








ظن أنه آمن في ذلك الركن المظلم.. اغمض عينيه كما علمته أمه ان يفعل حين يرى أمرا يفزعه.. خيل إليه أنه يسمع وسط أصوات الحطام والسباب صراخ أخته الصغيرة.. تسلل بين أرجل الرجال وفي لمح البصر كان يحتضنها بذراعيه ورجليه ويظللها بذقنه ويخفي وجهها بشعره الأسود اللامع..
إنها المرة الثالثة التي يرتادون فيها منزلهم الصغير.. يحطمون اغراضهم.. ويعبثون بألعابه وخيمته الأثيرة.. سمعهم يسبون أمه وأبيه.. كان أكثر ما يفزعه هو صوت الرصاص..
يحبس دمعه ككل مرة، و يكاد الانكسار أن يتسلل إلى نفسه ،، حتى ينظر في عيني أمه فلا يجد منها سوى الاستخفاف بهؤلاء؛ فتملؤه القوة مجددا.. ويعود ليغمض عينيه ويملأ أذنيه بأصوات يألفها حتى يهدأ الضجيج..
تجلس أمه بلا حراك.. وهي تنظر بذهول إلى أكوام الفوضى وقطع الزجاج.. ثم تستلقي وسط الركام ويستلقيا معها.. ليناموا حتى الصباح وكأن شيئا ما كان..

لم يكن كثير السؤال.. بل.. لم يكن كثير الحديث على الإطلاق.. لكنه عرف كل ما لا يحب أن يعرف.. توقف عن استطلاع أوقات عودة والده.. فكر بأنه سيكون سخيفا وقاسيا إذا تحدث مع أمه عن هذا الأمر.. فاختار الصمت واصطنع النسيان إلا من غصة في قلبه تنبض عدة مرات كل يوم ليظل عقله يفكر؛ كم يفتقد والده..

***

استمر الأمر طويلا.. 
ثم كان يوم كباقي الايام ، استقبلته أمه وقد لبست ثياب الرحيل.. بدت أجمل من أي وقت مضى،، أخبرته بأن لديها مفاجأة سيحبها كثيرا.. وخزته غصة قلبه تلك.. ركبوا في السيارة لساعات طويلة قبل ان يتوقفوا ويسيروا في الظلام وهم يحملون الكثير من الحقائب في منطقة تبدو رائحتها كخليط من العشب وروث البهائم.. استقبلهم بمزاحه وضحكاته المعهودة ،، أنيقا كعادته حتى في ثياب النوم ،، أمضوا عدة أيام حكى فيها لأبيه عن كل ما فاته في غيابه..
تكرر الأمر على فترات متباعدة.. أسابيع يحملون فيها هم الدنيا ثم يلتقون بحبيبهم ليطفئ عناقه الحار كل شوق وكل تعب.

***

سألها على استحياء.. فقد طال الغياب ،،  همهمت له بأن الأمر لم يعد سهلا وأن التدابير المطلوبة تعقدت أكثر.. أحزنته الأنباء بقدر ما أسعده أن أمه كانت تتحدث إليه بصراحة وتنظر إليه بإكبار بينما نظرة التحدي التي يألفها تخترق كامل جسده ليشعر بقوة وراحة..
اعتاد أن يسأله الناس عن والده أو أن يشير أحدهم إليه بنظرة شفقة ؛ كان يضحك منهم في داخله وهم يتذاكون ويغلفون فضولهم وشماتتهم بمزيج من القلق والاهتمام..
لم يعد يطرق بابهم طارق.. لم يعد يرى وجوه أصدقاء والده ولا حتى أقاربه.. كانوا إما خائفين، وإما مشغولين بمصير مماثل ،، باستثناء ذلك العم الذي يأتي مرة بعد مرة حاملا الكثير من الأشياء التي يحبونها.. يسلم عليهم ويلاعبهم ثم يحيي أمهم ويمضي وهو يتعثر في خجله..

***

مرت أيام على آخر مرة اقتحموا فيها بيتهم ، لا يستطيع أن يمسح صورة والدته وهي تتهاوى في ضعف تحت كعب بندقية أحدهم، أو صورة أخته بجوارها تنتحب، ثم أصوات أبواب الجيران وهي تغلق غير عابئين بصراخ الصغيرة وقد شق سكون الليل. . استفاق من شروده على صوت معلمته وهي تطلب من زملائه أن يصفقوا له.. علاماته هي الأفضل كالمعتاد ،، لكنه لم يعد يكترث.. لم يعد هذا بالشيء الهام.. بل لم يعد ثمة ما يبهجه فعلا في هذا العالم ..
شرد في أفكاره ثانية ليبصر نفسه وهو يتسلق كتفي والده بينما يدغدغه الأخير فيرتج جسمه ضاحكا وتتسارع أنفاسه من فرط الحماس.. أو وهو مستلق في سريره ليشعر بوالده يسحب عنه الغطاء ويحمله بمرح  الى دورة المياه ثم يحمله مرة اخرى ثم مرة ثالثة وأخيرا يفتح عينيه ليجد نفسه على طاولة الإفطار مرتديا ثيابه وشعره ممشط..

***

راح في سبات عميق بينما يجلسون في سيارة ذلك العم.. استيقظ وقد حل الليل ليجدهم قد وصلوا إلى أرض صخرية موحشة.. مشوا طويلا حتى كاد يشعر بالتعب فرآه قادما من بعيد.. أفلت يد أمه وركض ليغيب بين أحضانه.. تناولوا عشاءا رائعا واستعد ليحظى بنوم هادئ في كنف والده.. نام قليلا ثم استيقظ على أصوات عالية ؛ صفير.. انفجار وتحطم.. طرقت أذنيه أصوات السباب ذاتها قادمة من بعيد ،،
من المؤكد أنه يحلم.. هكذا فكر عقله الصغير..
المكان كان قد امتلأ بهم.. أخذوا يطلقون الرصاص على الحوائط والمرايا والأثاث القليل.. أحدهم يجذب أمه من شعرها وهي تقاومه وترجوه أن يتركها لتأتي بما تستر به جسدها.. الآخرون يركضون في كل الاتجاهات

-لقد هرب
-ابحثوا عنه

لا يعرف كيف حصل وما..
زخات رصاص متتالية
صراخ والدته..
جسد والده مسجى وقد أغرقته الدماء..
أسرع راكضا نحوه فركله أحدهم إلى الأرض الصخرية.. تحامل على ألمه وركض ثانية.. وخزه شيء ما ببطنه ،، شعر بدفء مفاجئ ،، سمع أصوات رصاص قادمة من بعيد لكنها لم تخيفه ،، ثم هب نسيم بارد محبب.. كم يرغب الآن في نوم عميق..

اشتعلت أضواء مبهرة

-هيا ابدؤوا التصوير

فرغ المكان شيئا فشيئا..
إلا من صغير يرقد تحت ذراع والده..
وجدول من ورد ومسك يجري من بين أحشائهما ليبارك غبار الأرض، ويختلط بثيابها ودموعها وهي تحتضن كليهما..


الجمعة، 31 يوليو 2015

عارف..



شعور انك تبقى في مكان في كمية ناس وزحمة وبتاع وتلاقي (حد) داخل يدور عليك انت شخصيا وعمال يخترق الناس ويسلم عليهم ويتجاوزهم في مجاملة سريعة علشان يوصل لك.. ويفضل بقى واقف جنبك طول الوقت..

عارف لما تبقى في لحظة بائسة ومش بتكلم حد وربنا عالم بحالك تلاقي في نفس اللحظة (حد) يقوم باعتلك رسالة : مالك ؟ طمني عنك؟ انا قلقان عليك..

عارف لما تكون قافل من الدنيا وترد عالتليفونات عادي تتكلم وتهرج ويتمصلحوا عليك شويه.. بس في (حد) معين اول ما يسمع صوتك يسألك مال صوتك؟ تقول له مفيش.. بعد نصايه تلاقي الباب بيخبط واول ما تفتح ياخدك حضن وهمي كده تحس كأنك كنت مسافر ورجعت..

عارف لما يكون عندك يوم مهم في حياتك وكل الناس مترقبه اليوم ده وبتعرض مساعدتها وانت عمال بتجهز ومحتاس ، بس في النص كده في (حد) متابع أدق التفاصيل ورايح جاي عليك بمكالمات ورسايل ومشاوير.. وبعدين قبلها بيوم وانت مزنوق ومش طايق تشوف حد أساسا تلاقيه واقف عالباب بتورتايه وورد وكارت وانا جاي اباركلك بدري ومتقلقش كل حاجه هتكون كويسة.. :)

عارف لما تبقى بتتكلم عادي وفي وسط الكلام تقول ان نفسك في أكلة معينة من مكان معين وتاني يوم تلاقي (حد) بيكلمك يقولك انا طالع اديك حاجه من عالباب.. :)

عارف لما تبقى مقصر في حق (حد) او غلطان حتى في حق ال (حد) ده ورايح مكان هو فيه ومكسوف عينك تقع في عينه وبعدين تلاقيه هو اللي بيجري عليك ويحضنك ويفرح بيك ويشيلك كده من عالأرض شيل..

عارف لما تبقى في (حد) مشفتوش في حياتك ولا متوقع انك تشوفه ابدا بس بتحبه بقى جدا جدا وسبحان الله يقدر ربنا تتقابلوا.. تلاقيه مشتاق لك وتلاقيك متعود عليه كأنكوا متربيين مع بعض..

عارف ال (حد) اللي بيفرح لفرحتك كأنه هو اللي حصلتله الحاجه اللي تفرح.. وبيتمنالك الخير قبل نفسه.. وبيزعل علشانك اكتر منك..

عارف ال (حد) اللي مهما طنشته بيسأل عنك ومهما عاملته بغتاته بيفضل يحبك.. واي وقت احتجتله بتلاقيه جنبك..

عارف..

إخواننا أحب إلينا من أنفسنا ♡

الأربعاء، 29 يوليو 2015





البهجة.. لوح أبيض.. وفرشاة خشبية.. ومجموعة أنابيب سحرية..
مشاعرك تختلط وتسيل ألوانا على الأوراق.. ترسم عقلك.. وتبوح للألواح ب سر قلبك.. تجمح بخيالك إلى أي مكان شئت.. تسافر عبر الأزمان.. عبر الشعور والخاطر.. تجود وتدقق في التفاصيل ؛ حتى لتكاد أن تشم رائحة العشب ، وتذوق من عنقود العنب ، وربما أتيت بمنديل لتمسح دمعة توشك أن تسقط من العين التي رسمت..
هو إحساس تنقله خطوطك بينما لسانك عنه معقود.. وأحلام مستحيلة تجعلها فرشاتك حقيقة.. وأفق قد لا تتسع له ألف صورة غير التي خطتها أناملك..
متعة مزج الألوان.. والسهر بصحبتها.. وفرحة إتمام قطعتك كما أردت..
ثم راحة كل روح تعبر عليها بإحساسها قبل عينها..
و راحتك كلما طالعتها ؛ حتى وإن بدت للعابرين محض لوحة على جدار !!

السبت، 7 فبراير 2015


قد يبتليك الله بذنب ليكسر قلبك إليه فﻻ يبقى في قلبك مكان للعجب بنفسك ،،
لأن انكسار القلب إليه بذنب خير من العجب بطاعة ،،

- ابن القيم -

الأربعاء، 4 فبراير 2015

من دلائل رقة قلب المؤمن وإنابته أنه يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر كأنه هو الذي عثر بها ولايشمت به

- ابن القيم -

الأربعاء، 21 يناير 2015



هي ﻻ تعلم إن كنت تفعل ما اعتدت فعله وهي بصحبتك.. إن كنت قد استيقظت.. تناولت فطورك على مهل.. قفزت في ثيابك وقدت سيارتك الأرجوانية إلى عملك.. ثم عدت إلى البيت متأخرا.. وﻻ تدري إن كنت قد تذكرتها وأنت تطفيء مصباحك وتأوي إلى فراشك الدافئ وتستعد للنوم وأنت تحملها في قلبك كما كنت دوماً..

علمتها الأيام أن ضجيج الصمت أقوى من كل الكلام.. وعلمتها أنت أن المشاعر ﻻ تقاس بمدتها وأن الحب ﻻيخفت حين البعد وﻻيسقط بالتقادم..

كانت تدري بأنك راحل.. وأن قربها قد ﻻيعدو بالنسبة لك سوى خطيئة مقيتة ستذهب حين تنوي التطهر من رجسها.. رجتك طويلاً ألا تفعل.. ألا ترحل.. ألا تبحث عن سواها..

جربت أن تكتب كل ما قد يجعلها تكرهك وتردده على مسامع قلبها صباح مساء، لكن أناملها أبت أن تشكو قسوتك إلى الأوراق، وغزلت إليك شعرا أفاضت معاني الطهر فيه وصف حب لم تدنسه لمسة يد..

صباح آخر..
أحنت رأسها تحت المياه تغسل عقلها منك.. ترقب الماء وهو ينزل إلى قنوات الصرف.. وكأنه يخلصها مما سكنها طويلاً .. هل تصدق أنها تعرف كل تفاصيلك.. ! هل تراك تعلم انها قد زارتك مرتين.. ! هل تعرف أنك مقيم في جنانها وأحلامها.. !

بيد أنها لا تقدر أن تسامحك !!

أخيراً..
جلست بهدوء في شرفة الرحيل.. نظرت طويلا إلى الغيوم، علها تنقل أشواقها ووداعها إليك.. تخيلتك أمامها على تلك الطاولة ، تنظر إليها كطفل حصل على لعبة كان يتمناها في عالم أحلامه المستحيلة..

ربما عذابها بك صباح مساء يغسل خطيئتها..

مر عام وستمر أعوام..
ستشرق الشمس علينا يوماً ونحن معا..
كن بأمان..
كن سعيداً..

مين فات قديمه تاه ..