السبت، 22 مارس 2014

نَبُثُّ الشَّوْقَ

وتظل تَكتُم وتَكْتُم أشواقك.. حتى يفيض بك الحِرمان يوماً..
فتُلَخِّص كلما لديك في سَطر قصيرٍ ترسله دون تَردد،،
هل هو نَوع من المعصية مكتوب على من يَبتليه الله بالحُب !!
هل هو ضَرْبٌ من الجنون،،
رغبتُكَ في البقاء معلّقٌ ما بين الوَصلِ والهَجر..
يَمنعك كِبْرياؤك وإِعْراضهم عن التَقَدُّم،،
بينما تخاطبك أشواقك بضرورة البقاء،، مُلتَمساً الَأعذَار،، مُتحَدّياً مُحاولاتِهم ومُحاوَلاتك لإِقصائك عن عالَمِهِم،،
مُؤلم أن تُسْحَبَ منك أشْرِعتك على غَير رغبتِك
تجد رُوحك عاجِزة عن الإمْساك بزمام نفسها..
تهرب وتتصنع رَباطة الجَأش..
تَمضي لياليك على جَزيرتك المَهجُورة
حيثُ ﻻ أحدَ يَعْبُر سِواكَ ولَوْعتِك
تَخْتلس الزيارات إلى رِحابِهم فيضِيقُون بكَ ذَرْعَا
تَبُثُّهم بعضَ زَفَراتك فيُشفِقون عليكَ…  ولكن لامِساس
بِتَّ تُؤمن بأن خير مكان وخير زمان يكونان حَيْثُ لا أحد..
نبثُّ الشوق إلينا..
نَحكينا معنا..
الاختفاء..
الضياع..
الوحدة..
معانٍ لا يشْتاق إليها عَالم المحبِّين
وعلى وجه التحديد..
عالم الجَرْحَى منهم..
….

الخميس، 20 مارس 2014

نَكْتُبُ الشَّوْقَ


لأنهم لَيسوا هنا لنُخْبِرهم،،
للراحِلين دونما وداع..
للقُساة الذين لم يستحقوا قربنا أبدا،،ً
لكننا منحناهم إياه وأكثر
للجارحين،، الصادمين،،
وكل هؤلاء الذين جعلوا العِبارات تموت على ألسنتنا قبل أن تَصل إلى الشِفاه لتتنفس الهواء..

قلمٌ ورديُّ داكن
دفتر نرْجِسي
ومعهما..
أقوى ما يمكن استحضاره من عِطر تَتَنفسه الروح
وأوضح ما يمكن تذكره من صفحة وجه أبعدَته الأيام..  بيد أن تفاصيله كلها منقوشة في عمق القَلب
ومعهم..
طرقات متتالية، همسات،، وضحكات،، غَزَل،، وجُمُود
صوت لم ولن يضل السَمْع طريقه إليه

بقي شيء واحد..
أن تفتح مِزلاج قلبك،، تترك لعقلِك العَنان..
لن تتكلف أبداً،،
دع الشوق يتدفق من أحشائك إلى قلمك..
اترك العِتاب يَجلْد الأوراق
ليطهِّرها من خطِيئة لم تقْترفها

ابقَ في زاويتك هذه ولا تَبْرحها حتى ينتهي مابك
ولن ينته..
فقط،،
توقف حين تؤلمك يدك من كثرة ما كتبت،،
أو حين تُغَمِّم الدموع نافِذتك
و يَنْفَطِر قلبك ليضغط قفص صدرك طالِبا الفرار..
لا تُعِد تلاوة ما كتبت،،
فزفرات النفس مُقَدّسة،،
وخفايا الحَنايا مِلكٌ لها،،

الأحد، 16 مارس 2014

شيء بين الضلوع

هائِم يتصفح الوجوه
تائِه في طرقاتهم البعيدة..
يتلمس أسماءهم.. يتشَمَّم روائِحهم.. يتبع ذرََّاتهم هنا وهناك
يمر الوقت وتمضي الشهور..
لكن بدايات النَّزع لا تنتهي أبداً..
كيف هي النهاية؟
كثيرا ما سأل نفسه هذا السؤال بينما هو في ظل خميلته المُزهِرة،، نسائِمهم تملأ صدره،، وسَكْرة القُرب تعبث به،، ينظر إلى نفسه حينها ويبتسم؛ قد كان أفضل.. أسعد.. أخف وزناً، وروحا، وشعورا، وهموما..
قبل أن تعصِف به الأشواق..
يالَهشاشة الأماني !
بينما الحقيقة والواقع تظل صلبة جامدة كالصخر..
تَصْدم من يفكر بها أو يقترب منها..
وَخَزَه شيء ما بين أضلعه،،
ما عاد هُنا قلب.. بل قِطعة شيء قَديم مُثَقَّب مُهْتَرئ..
وطئته أقدام أكاذيبهم.. فما عاد يعرف الصدق إذا رآه
الكل سواء..
لماذا نشتاق إلى من لم يشتاقوا إلينا يوماً.. !
لماذا نحب من لم ينتبهوا لنا أبدا.. !
لماذا نقترب من السارقين.. !
ونصدق مع الكاذبين.. !
ونَحْنو على القُساة.. !
ونمنح الأشِحَّاء.. !
ﻻ إجابات..
فقط أسئلة،، جراح،، خذﻻن،،
ونظل ندور وندور في أفلاكهم.. نتلمس أسماءهم بين طيات الحكايا..
نُداري عَجْزَنا.. ونُخفي أشْواقنا..
نتصنع الصمود..
ونفتعل الصدود..
ندفن ما نَبَت من أزهار قبل أن تُزْهر،، نُحْكِم الرَّدم..
في طقوس مَوت كتبته الأيام على الشعور،
وكتبت عليه أﻻَّ يذوقه إﻻ على يد الحُب..
..
.
.
#وجع

مين فات قديمه تاه ..