الأربعاء، 12 فبراير 2020

لا أدري من أين تنبت تلك الخواطر في رأسي.. المشقة والحزن وكم الألم الذي نتناوله صباح مساء في هذه الحياة وعلى هذا الكوكب.. طوال الوقت تتردد في خاطري عبارة: ياليت أم عمر لم تلد عمر.. وياليتنا لم نولد ولم ننجب أطفالا ليكبروا ثم ينتهوا إلى أهوال لم تكن ببال أحد.. ليتنا كنا ترابا..
التعامل مع البشر مميت.. التوقعات الطيبة مميتة.. التقلبات الفكرية والمزاجية.. الشوق الذي يعصف بالجنان.. ألم القلب وشرود العقل.. الإحباطات المنبثقة من آمال لا تموت على الرغم من زيفها الذي لمسناه مرارا؛ لكننا نعود لننطح رأسنا بذات الجدار
الخذلان وما أدراك ما الخذلان..
ألا تفهم ذاتك وماهيتها شيء في غاية الصعوبة أما أن تفهمها جيدا وتكون واضحا ومحددا بشأن عيوبك مميزاتك وماذا تريد  فهو أشد صعوبة ومشقة.. الدنيا دار شقاء.. لكنها تزداد شقاءا كلما زاد اختلاط العالم بك وتعلق الأشياء في رقبتك كقيود شيطانية تجرك جرا إلى أسفل سافلين.. 
فاللهم ارض عنا ولا تعلق قلوبنا إلا بك ولا تفتنا ولا تقبضنا إلا ونحن على حال تحبه وترضاه
على أعتاب كل مرحلة جديدة وقبل كل تغيير أو حدث جلل تلوح فرصة للإنسان أن يلمس حقيقة الحياة الدنيا.. تحزم حقيبتك استعدادا للرحيل، تجد نفسك زاهدا في ثيابك وأغراضك الفاخرة.. ما أسهل ما تترك كل ما أهمك خلفك إلا قليلا وتغلق الحقيبة تاركا متاعك وديارك وأحبابك.. متزودا بوزن قليل حددوه لك.. ولعل ما يكفيك من متاع الدنيا أقل بقليل مما حملته معك على قلته.. 
تراجع وصيتك الرثة مرارا .. ليس لديك الكثير لتوصي  به..  .. 
تفهم حينها معانٍ أخرى لطالما رددها لسانك وغفل عنها قلبك.. كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.. 

مين فات قديمه تاه ..