الخميس، 2 يونيو 2016

حدَّثوني كثيرا في فلسفة اعتياد الوحدة.. وبأن الوحدة نعمة ورخاء وصفاء.. حدَّثوني عن إلف الفقد ، وعن العيش بنصف قلبٍ أو بخاطر مكسور.. قرأَت مرارا عن الزمن الذي يداوي الجراح ويكويها بمروره فتصير لا هي حية ولا ميتة..وسمعت من هذا وذاك عن جدوى الصبر وعن اعتياد البِلَا..
الآن يصدقون وأكذب أنا.. وتصير لسعات الحداد الحارقة عديمة الأثر كذباب يحط على الجلد في نهار حار.. الآن أنظر إلي فأجد أخرى غير التي طالما عرفتها.. أجد قلبا بلا عقل وعقلا بلا قلب ووجها بعين كسيرة وشفاه باسمة.. لم أعد أبكي كما من قبل.. لم يعد الجرح يهزمني ، لم يرحل ألمي ولكنني أنا من رحلت .. وفي كل يوم  أقف وحدي أراقبني وأنا أنهزم فلا أصرخ ولا أركض ولا أندم ؛ وإنما أشد على جرحي وأترك الألم يسري بداخلي يطهرني ويبرد لوعتي.. 
هكذا هو الحال..
هدوء بعد عواصف..
وارتواء بعد ظمأ..
وراحة بعد عناء..
وشغل بعد فراغ..


#أنا

ليست هناك تعليقات:

مين فات قديمه تاه ..