الأربعاء، 13 يوليو 2022

ألحت على عقلي فجأة ذكرى يوم خروجي من المستشفى وعودتي إلى بيتي.. كنت في الصف الثاني الثانوي.. مراهقة خجولة جريئة وقوية معا..

أصبت في حادث سيارة مروع في أول أيام عيد الفطر آنذاك مكثت علي أثره أسابيع بين نوم سريري وغيبوبة ثم صدمة البعث والاستيعاب ثم سيل من الجراحات والعلاجات.. فقدت معه كثيرا من الأشياء بينما ازداد يقيني بأشياء أخري.. علمت قيمة ما منحني أهلي على مر السنين من حب ورعاية وحنان واحتواء وإيمان.. لقد آمنوا بي في مواطن كثيرة وبفضل الله لم أخذلهم أبدا..

لنرجع  إلي حيث أعادتني الذكرى.. يوم خروجي من المستشفى .. كنت ضعيفة البنيان جدا هزيلة لدي رئة واحدة تعمل خلع في هذا المفصل وكسر في ذاك وكدمات وقطب وآثار جراحات وجروح لا حصر لها.. كنت ضعيفة جدا لا أقدر على السير وحدي ولا الأكل ولا بالطبع تبديل ثيابي.. غاب عني النوم كثيرا وهاجمتني الكوابيس وأحلام اليقظة المفزعة..فقدت معظم شعري حيث تم قصه لاختلاطه بدم متجلط والبعض الآخر تمت حلاقته أثناء تقطيب جرح كبيير في الدماغ.. على كل هذا الحال فقد كنت شديدة الصلابة وكان قلبي مطمئن واثق بالله وراض لحكم الأيام..

 تذكرت هذا لأنني وعلى الرغم من أن حالتي الجسدية تبدو أفضل بكثير من حالتي وقتها لكنني جدا هشة من الداخل لم أخذل أهلي آنذاك لكنني الآن أشعر بأنني خذلت نفسي.. خذلتها كثيرا جدا.. شردت وآنا آتمنى أن تعود تلك الروح تلك الصلابة وتلك المشاعر

تلك الأيام الواثقة بغد أفضل 

ليست هناك تعليقات:

مين فات قديمه تاه ..