الخميس، 28 مارس 2024

ما قبل النهاية

يتراءى ماضيك لعينيك ككتاب تتقلب صفحاته سريعا بفعل الرياح.. لمحات قرب شوق وخذلان.. لحظات فرح صافٍ وأوقات يأس قاتل.. ابتسامات دامعة ، ودموعٍ باسمة.. أشخاصٌ كانوا قريبين كالهواء؛ تتنفسهم كل لحظة.. ثم طوتهم الأيام ويكأنهم ما كانوا.. إنجازات وإخفاقات.. كلها تتوالى وتتبادل لتمر سريعاً.. 

مرة أخرى..

روحك يملؤها الخواء

جلدك يحترق وقلبك مضطرب مهتاج يضخ الدم في عروقك ك عدّاءٍ قارب خط النهاية.. 

تحاول التفكير فيما تشعر به.. لكنك وبعد كل هذه الأيام المفعمة بالمشاعر تجد نفسك لا تشعر.. عاجز عن الشعور.. عاجز عن الهروب.. عاجز عن الفهم.. ضعيف وأضعف من أن تتراجع.. ضعيف جبان.. لكنك لم تعد خائفا ولا مكترثا..

الآن..

تمسك بمسجل هاتفك

تترك لقلبك العنان.. ليزفر زفرة أخيرة.. يخرج بها أحلى ما حمله يوما من مشاعر حب وحنان ورفق ورِقّة..

تنتهي من رسائل الوداع سريعا..

فمن يهمهم أمرك لا يعدوا على أصابع اليد الواحدة

ثم

تستسلم للرحيل..

بهدوءٍ عاصف..


#أنا 



مين فات قديمه تاه ..