الثلاثاء، 9 أبريل 2013

جزء من حكايتها 1




دمعتــــــــــــها... دمعتــــــــــــــها..

ظهرت في خيالها صورة مشوشة لطفلة صغيرة... لطيفة.. جميلة... تزينها براءة الصغار.. تجري من غرفة إلى أخرى.. وصوت أنينها يسمع واضحا تلمع بصحبته شلالات من دموع تنزل على فستانها مرورا بشفتيها فتخرج هي لسانها لتتذوقها وهي تئن وتصرخ..
يَفتح الباب متلهفا.. تلمحه ويلمحها.. تجري نحوه وهي تتعثر في عويلها... يركع على ركبتيه ليستقبل دمعها على كتفه وبين طيات صدره في حنان..
وأيّا كان سبب بكاؤها وبغض الطرف عما تريد.. فقد زال من قلبها الحزن حقا... وطلت بسمتها من بين دمعاتها ليضيء وجهها.. يمسك بيدها الصغيرة ويصطحبها ليغسل وجهها ويسوي خصلات شعرها.. ثم يلاعبها ويلاعبها ويحملها ويحتضنها.. يرفعها وينزلها.. ولا يرضى إلا بقهقهاتها تدوي في جنبات الدار...

لعبتــــــــــــــها... طفلتـــــــــــــها..

كان ما أرادت هو أن تحصل عليها... لم يع عقلها بعد الأزمات المالية وتدابير إنفاق الأسرة... كان فقط : أنك تحبني... إذا فاشتر هذه اللعبة من أجلي... ساعات طويلة من الإلحاح والمناقشات والوعود والأمنيات...
يغيّر مساره وهو راجع من العمل... لم يستطع منع نفسه طيلة النهار من التفكير في نظرة الرجاء في عينيها.. ومسحة الدلال في صوتها.. توقف أمام محل الألعاب... اشتراها وغلفها.. آلمه قلبه –قليلا- أمام الخزينة J..
فتح الباب وهو يخفي كنزه الثمين خلف ظهره.. قفزت عليه محتضنة إياه بيديها ورجليها وهي تتكلم بسرعة رهيبة وتوجز له ما فعلت هي طوال اليوم في غيابه.. تلمح الهدية فيتورد وجهها بالحماس.. تفتحها وتتجري لتكتشف كل ما يتعلق بها.. لقد نسيت ان تشكره... لا يهم.. قضت اياما منشغلة بلعبتها الجديدة.. تصطحبها معها في كل وقت.. حتى وقت النوم.. غابت عن جلسة السمر المعتادة معه مساءا ووجد هو وقتا إضافيا لينجز بعض أعماله... لايهم.. فهذا ما يشغل بالها فقط الآن... وعليه أن يصبر قليلا حتى تملّ لعبتها.. لتعود إلى أحضانه من جديد.. مؤقتا.. حتى تأتي لعبة اخرى...


غرفتـــــــــــها... شقّتــــــــــــــها...

لطالما أحست بالخزي من تناثر أشيائها هنا وهناك... ألعابها ، ملابسها ، ولوازم دراستها.. كل شيء مختلط ليصنع تلك المساحة التي تضج بالفوضى الملونة الزاهية المسماة بـ (حجرة البنات)... تعريفها للفوضى: هو ألا تجد ما تبحث عنه أبدا... أما لو وجدته ببساطة فهذا لأنك تعرف أين وضعته يدك بدءا وبهذا لن تكون فوضويا عندها..
غالبا ما يكون حوار صباح الجمعة بينها وبين شقيقتها حول أي منهما هي المسؤولة عن الوضع الذي آلت إليه الغرفة.. وينتهي دائما بتقسيم المهام وحملة للتنظيف والترتيب لا تعود إلا كل أسبوعين أو ثلاثة ، أو ربما تأتي طارئة في حال توقع زيارة...
أيا كان الوضع في هذا المكان.. فهو يحتل مساحة لا بأس بها في قلبها.. فعلى كل شبر منه لعبت وقفزت وبكت وتحدثت بالهاتف لوقت طويل... قضت ليال طويلة وهي تحدق بسقف غرفتها منتظرة أن يأتيها النوم لموقف مر بها أو في ليلة امتحان... وفي أوقات الضيق والهروب من المواجهات.. تكون غرفتها هي ملاذها الآمن.. فتوصد بابها.. وترتمي على فراشها.. وهي واثقة بأنها-وبعد وقت قصير- ستشعر بأمها تصتنت على الباب ثم تطرقه بطرقات مفعمة بالحنان وهمسات راجية إياها أن تفتح وتأتي لتتعشى معهم... ويعود الوئام سريعا –وما غاب..
...

هناك تعليق واحد:

Hossam يقول...

hahahaahahaa I liked the story :)
nice one bgd :)

مين فات قديمه تاه ..