الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

قصة قصيرة بقلمي

عَبَر الشارع المبتل وهو يقفز بحذر.. كادت قدمه أن تزِل عندما رآها أمامه
جاء صوتها مضطربا هادئا..
انتفض قلبه بين ضلوعه انتفاضة كان قد نسيها منذ أعوام.. ماذا يقول وبِم يُجيب؟ سألته عن أحواله باقتضاب وطلبت أن تُحادثه لأمر مهم..
لم يُبد حماساً كبيرا وطاف بعينيه بعيدا متظاهرا بالملل ..
تذكر كيف كان لا يقدر على النظر في عينيها.. فنظرتها قادرة على استخراج كلمة "أُحِبك" إلى طرف لسانه في أقل من ثانيتين..
لم يعتد أن يُحب سوى نفسه.. حتى جاء طيفها.. كاد العالم أن يتوقف عندما رآها تبكي يوما.. لم يعتد إبداء أي اهتمام بأنثى من قبل، وظل متقوقعا صامتا حتى جاءت يوماً وعينها متورمة تخفيها بنظارة سوداء.. يتذكر بوضوح كيف مزق قلبه حديثها عن  أخ قاس وأب سكير.. بغير تخطيط ضمّها بين ذراعيه بقوة ، ووجدها تستسلم وتذوب بين أحضانه كقطعة الحلوى..
لم تكن سوى قطة صغيرة تقفز وتمرح باستمرار وتحتاج دوما إلى من يحتوي مرحها ، يربت عليها ويعتني بها..
قاطعه صوتها: ما رأيك الآن؟

غرق في أفكاره لدرجة أنه تخيل صوتها نوعا من الموسيقى الكلاسيكية واتخذه خلفية لعقله
-ما رأيي فِيم؟
-عُذرا؟ ألم تكن تستمع إلي؟
-لقد شردت قليلا
-حسنا.. أعتذر كثيرا لإزعاجك.. ما كان يجب أن..
حبست كلامها وقامت ثم مشت بعيدا بعيدا
أراد أن يلحق بها وأن يُخبرها بأشياء كثيرة
لكنه لم يفعل..
تركها تمضي كما اعتاد أن يترك كل شيء أحبه.. شعر بأنها تترنح وتضطرب في مشيتها
أدار ظهره وانصرف..
كان يترنح هو الآخر ..


-

ليست هناك تعليقات:

مين فات قديمه تاه ..