الثلاثاء، 15 مارس 2016

باختصــــار !



تحيا بجسدك بينهم بينما قلبك غريب في عالم بعيــد بعيـد لا ينتمي إلى أيّهم.. لا تدري كيف ولجت إلى هذا العالم، ولا تدرك سبيلا إلى الخروج منه.. يملؤ قلبك خواء ووحشة، ويتمدد خوفك بداخلك كاختناق وانقباض في الضلوع يستحيل أن تعرف سببه ومصدره ، أو في الحقيقة أنت لا تريد أن تعرف لأنك تأنس بوحشتك تلك.. تتجسد الأحلام الكبيرة أمامك وتناديك لتلحق بها لكن يدك تأبى أن تمتد وقدمك لا تقوى على المسير..
حياتك الفارغة -كما تبدو في ظاهرها- بينما باطنك مزدحم، وعقلك لا يكف عن التنقل ثقيلا بين فكرة وأخرى.. وبصرك مثبت إلى داخلك ينظر إلى صور ولقطات لا يرونها هم ولن يروها مهما أخبرتهم عنها.. يصعب عليك أن تصف ما آل إليه حالك.. ولا تريد أن تفعل.. فلا أحد سيفهم إلى أي أفق سافَرَت روحك وإلى أي مدى تأثرت قواك بقوى غيبية مجهولة ترشد حواسك خلف حواجز لم يقفز فوقها غيرك..
تتحسس مواطن قوتك التي باستطاعتك أن تفعل بها الكثير تارة، وتركض خلف أسراب ملونة تارة أخرى ظانّا أن باستطاعتك أن تحول الأحلام إلى حقيقة.. تعلم أن خيالاتك البعيدة وكتاباتك الماجنة وقوانينك الخارقة لكل ما هو مألوف ما هي إلا أحلام وأوهام..
وإن اصطدمت رأسك بحائط القيود والأعراف ، وإن رفضت طريقك الذي وضعوك فيه وتمردت على سلطة قيدوك بها رغما عنك بغير حق لهم فيك ؛ لا شيء سيتغير.. ولا ورد سيتفتح.. يجب أن تحيا كما يُملَى عليك، وأن توافق على ما يُعرض ويُقال، وفوق كل هذا تبتسم وتفرح بما قسموه لك وتبدو كما يحبون هادئا راضيا لا تمل ولا تشتكي ولا تقاوم..

ليست هناك تعليقات:

مين فات قديمه تاه ..